إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَٱللَّهُ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَسۡمَعُونَ} (65)

{ والله أَنزَلَ مِنَ السماء } ، من السحاب أو من جانب السماء حسبما مرّ ، وهذا تكرير لما سبق تأكيداً لمضمونه وتوطئةً لما يعقُبه من أدلة التوحيد . { مَاء } ، نوعاً خاصاً من الماء ، هو المطرُ ، وتقديمُ المجرور على المنصوب لما مر مراراً من التشويق إلى المؤخر . { فَأَحْيَا بِهِ الأرض } ، بما أنبت به فيها من أنواع النباتات . { بَعْدَ مَوْتِهَا } ، أي : بعد يُبْسها ، وما يفيده الفاءُ من التعقيب العاديّ لا ينافيه ما بين المعطوفين من المهلة . { إِنَّ في ذَلِكَ } ، أي : في إنزال الماء من السماء وإحياءِ الأرض الميتةِ به ، { لآيَةً } ، وأيةَ آيةٍ دالةٍ على وحدته سبحانه وعلمه وقدرتِه وحكمتِه . { لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } ، هذا التذكيرَ ونظائرَه سماعَ تفكرٍ وتدبُّر ، فكأن مَنْ ليس كذلك أصمُّ .