{ والله جَعَلَ لَكُمْ مّنْ أَنفُسِكُمْ } ، أي : من جنسكم { أزواجا } ؛ لتأنَسوا بها وتقيموا بذلك جميعَ مصالحِكم ، ويكون أولادُكم أمثالَكم ، وقيل : هو خلقُ حواءَ من ضِلْع آدمَ عليه الصلاة والسلام . { وَجَعَلَ لَكُمْ منْ أزواجكم } ، وضع الظاهرُ موضعَ المضمر ؛ للإيذان بأن المرادَ : جعلَ لكل منكم من زوجه لا من زوج غيره { بنين } ، وبأن نتيجةَ الأزواج هو التوالد . { وَحَفَدَةً } ، جمعُ حافد : وهو الذي يسرع في الخِدمة والطاعة ، ومنه قولُ القانت : «وإليك نسعى ونحفد » ، أي : جعل لكم خدماً يسرعون في خدمتكم وطاعتِكم . وقيل : المرادُ بهم : أولادُ الأولاد ، وقيل : البناتُ ، عبّر عنهن بذلك إيذاناً بوجه المنة بأنهن يخْدُمن البيوت أتمَّ خدمة ، وقيل : أولادُ المرأة من الزوج الأول ، وقيل : البنون ، والعطفُ لاختلاف الوصفين ، وقيل : الأختان على البنات ، وتأخيرُ المنصوب في الموضعين عن المجرور لما مر من التشويق ، وتقديمُ المجرور باللام على المجرور بمن ؛ للإيذان من أول الأمر بعَود منفعةِ الجعلِ إليهم ، إمداداً للتشويق وتقويةً له ، أي : جعل لمصلحتكم مما يناسبكم أزواجاً ، وجعل لمنفعتكم من جهة مناسبةٍ لكم بنين وحفَدة . { وَرَزَقَكُم مّنَ الطيبات } ، من اللذائذ أو من الحلالات ، ومن للتبعيض ؛ إذ المرزوقُ في الدنيا أنموذجٌ لما في الآخرة . { أفبالباطل يُؤْمِنُونَ } ، وهو أن الأصنامَ تنفعهم ، وأن البحائرَ ونحوها حرامٌ ! والفاء في المعنى داخلةٌ على الفعل ، وهي للعطف على مقدر ، أي : أيكفرون بالله الذي شأنُه هذا ، فيؤمنون بالباطل ؟ أو أبعد تحقّقِ ما ذُكر من نعم الله تعالى بالباطل يؤمنون دون الله سبحانه . { وَبِنِعْمَة الله } تعالى الفائضةِ عليهم مما ذكر ومما لا يحيط به دائرةُ البيان { هُمْ يَكْفُرُونَ } ، حيث يضيفونها إلى الأصنام ، وتقديمُ الصلة على الفعل للاهتمام ، أو لإيهام الاختصاص مبالغةً ، أو لرعاية الفواصل ، والالتفات إلى الغيبة ؛ للإيذان باستيجاب حالِهم للإعراض عنهم ، وصرفِ الخطاب إلى غيرهم من السامعين تعجيباً لهم مما فعلوه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.