غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱللَّهُ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَسۡمَعُونَ} (65)

61

ولما امتد الكلام في وعيد الكفار عاد إلى تقرير الإلهيات فقال :{ والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها } ، وفي العنكبوت : { من بعد موتها } [ الآية : 63 ] ؛ لأن هنالك سؤال تقرير ، والتقرير يحتاج إلى التحقيق ، فقيد الظرف ب " من " ؛ للاستيعاب . وأيضاً حذف " من " في هذه السورة ، موافقة لقوله عما قريب : { لكيلا يعلم بعد علم شيئاً } ، وإنما حذف " من " هنا بخلاف ما في الحج ؛ لأنه أجمل الكلام في هذه السورة فقال : { والله خلقكم ثم يتوفاكم } ، وأطنب في الحج فقال : { خلقناكم من تراب ثم من نطفة } [ الحج : 5 ] الآية . فاقتضى الإيجاز الحذف ، والإطناب الإثبات . { إن في ذلك لآية لقوم يسمعون } ، سماع تأمل وتدبر ، فمن لم يسمع متدبراً فكأنه أصم .

/خ70