فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱللَّهُ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَسۡمَعُونَ} (65)

{ وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ( 65 ) } .

ثم عاد سبحانه إلى تقرير وجوده وتفرده بالإلهية بذكر آياته العظام ، وبيناته الفخام فقال : { وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء } ، أي : من السحاب ، أو من جهة العلو كما مر . { مَاء } ، أي : نوعا من أنواع الماء . { فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } ، أي : أحياها بالنبات والزرع بعد أن كانت يابسة لا حياة بها .

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ } ، الإنزال والإحياء . { لآيَةً } ، أي : علامة دالة ، ودلالة واضحة على وحدانيته وعلى بعثه للخلق ومجازاتهم . { لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } ، كلام الله سماع تدبر وإنصاف ، ويفهمون ما يتضمنه من العبر ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ، فالمراد : سمع القلوب لا سمع الآذان ؛ لأن من لم يسمع بقلبه فكأنه لم يسمع ، وكأنه أصم .