تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱللَّهُ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَسۡمَعُونَ} (65)

الآية : 65 وقوله تعالى : { والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها } ، يذكر سبحانه وتعالى قدرته وسلطانه حين {[10254]} أخبر أنه ينزل من السماء ماء ، فيحيي به الأرض ، وهي ميتة ، ويخرج منها نباتا وزروعا وأشجارا . فمن قدر على هذا ، ( فهو قادر ) {[10255]} على إحياء الأرض بعد موتها ؛ إنه لا فرق بين الإحياءين : الأنفس ( والنبات ){[10256]} . فمن قدر على أحدهما ، قدر على الآخر و{ إن في ذلك } ، في ما ذكر ، { لآية لقوم يسمعون } ، قال بعضهم : { لآية لقوم يسمعون } المواعظ .

وقال بعضهم : { لآية لقوم يسمعون } الآيات والحجج . وأما من لم يسمع فلا يكون له آية .

وأصله : { إن في ذلك لآية لقوم يسمعون } ينتفعون بسماعهم ، و { لآية لقوم يعقلون } ( النحل : 67 ) ، أي : ينتفعون بعقولهم .

وأصله أن هذا كله ، يصير آية للمؤمنين على ما ذكر كله ؛ لأنهم هم العاقلون عن الله : ما أمرهم به ، ونهاهم عنه ، وهم يسمعون آياته ومواعظه . وكله كناية عن المؤمنين ، والله أعلم .


[10254]:في الأصل وم: حيث.
[10255]:في الأصل وم: لقادر.
[10256]:ساقطة من الأصل وم.