إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ ٱلَّذِي ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} (64)

{ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكتاب } ، أي القرآن . { إِلاَّ لِتُبَيّنَ } ، استثناءٌ مفرَّغٌ من أعم العلل ، أي : ما أنزلناه عليك لعلّةٍ من العلل إلا لتبين { لَهُمْ } ، أي : للناس . { الذي اختلفوا فِيهِ } ، من التوحيد والقدَر ، وأحكامِ الأفعال وأحوال المعاد . { وَهُدًى وَرَحْمَةٌ } ، معطوفان على محل " لتبين " ، أي : وللهداية والرحمة . { لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ، وإنما انتصبا لكونهما أثرَيْ فاعلِ الفعل المعلَّل ، بخلاف التبيين ، حيث لم ينتصِبْ لفقدان شرطِه ، ولعل تقديمَه عليهما لتقدُّمه في الوجود ، وتخصيصُ كونهما هدًى ورحمةً بالمؤمنين ؛ لأنهم المغتنِمون آثارَه .