اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱللَّهُ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَسۡمَعُونَ} (65)

قوله تعالى : { والله أَنْزَلَ مِنَ السمآء مَآءً } الآية ، اعلم أنَّ المقصود الأعظم من هذا القرآن العظيم تقرير أصول أربعة : الإلهيات ، والنبوات ، والمعاد ، وإثبات القضاء والقدر ، والمقصود الأعظم من هذه الأصول الأربعة : تقرير الإلهيات ، فلهذا السَّبب كلَّما امتد الكلام في فصل من الفصول ، عاد إلى تقرير الإلهيات ، فههنا لمَّا امتد الكلام في وعيد الكفار ، عاد إلى تقرير الإلهيات ، فقال : { والله أَنْزَلَ مِنَ السمآء مَآءً } ، وقد تقدَّم تقرير هذه الدَّلائلِ .

وقال تعالى : { إِنَّ فِي ذلك لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } ، سماع إنصاف وتدبُّر ، والمراد : سماع القلوب لا سماع الآذان .

والنوع الثاني من الدَّلائلِ : الاستدلالُ بعجائب أحوالِ الحيواناتِ .