إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَإِن كَادُواْ لَيَفۡتِنُونَكَ عَنِ ٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ لِتَفۡتَرِيَ عَلَيۡنَا غَيۡرَهُۥۖ وَإِذٗا لَّٱتَّخَذُوكَ خَلِيلٗا} (73)

{ وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ } نزلت في ثقيفٍ إذ قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : لا ندخُل في أمرك حتى تعطيَنا خِصالاً نفتخر بها على العرب لا نُعشر ولا نُحشر ولا نجبى في صلاتنا ، وكلُّ رِباً لنا فهو لنا وكلُّ رباً علينا فهو موضوعٌ عنا ، وأن تُمتّعنا باللات سنةً وأن تحرِّم واديَنا وَجّ كما حرّمت مكة ، فإذا قالت العربُ : لم فعلتَ ؟ فقل : إن الله أمرني بذلك ، وقيل : في قريش حيث قالوا : اجعل لنا آيةَ عذابٍ آيةَ رحمةٍ وآيةَ رحمةٍ آيةَ عذابٍ ، أو قالوا : لا نُمكّنك من استلام الحجرِ حتى تُلمّ بآلهتنا ، فإنْ مخففةٌ من المشددة وضميرُ الشأنِ الذي هو اسمُها محذوفٌ واللامُ هي الفارقة بينها وبين النافية ، أي إن الشأنَ قاربوا أن يفتنوك أي يخدعوك فاتنين { عَنِ الذي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } من أوامرنا ونواهينا ووعْدِنا ووعيدِنا { لتفتري عَلَيْنَا غَيْرَهُ } لتتقول علينا غيرَ الذي أوحينا إليك مما اقترحَتْه ثقيفٌ أو قريشٌ حسبما نقل { وَإذن لاتخذوك خَلِيلاً } أي لو اتبعت أهواءَهم لكنتَ لهم وليًّا ولخرجتَ من ولايتي .