فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ إِبۡرَٰهِيمَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صِدِّيقٗا نَّبِيًّا} (41)

{ واذكر } لكفار مكة { في الكتاب إبراهيم } أي خبره والمراد بذكر الرسول إياه في الكتاب أن يتلو ذلك على الناس كقوله : { واتل عليهم نبأ إبراهيم } فالمراد ما ذكر ، وإلا فالذاكر له هو الله في كتابه ، وعاش إبراهيم من العمر مائة وخمسا وسبعين سنة ؛ وبينه وبين آدم ألفا سنة ، وبينه وبين نوح ألف سنة ذكره السيوطي{[1162]} وفي التحبير { إنه كان صديقا نبيا } تعليل لما تقدم من الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يذكره ، وهي معترضة لما بين البدل والمبدل منه والصديق كثير الصدق بليغه أي اذكر إبراهيم الجامع لهذين الوصفين ، ولما ثبت أن كل نبي يجب أن يكون صديقا ولا يجب في كل صديق أن يكون نبيا ، ظهر بهذا قرب مرتبة الصديق من مرتبة النبي ، فلهذا انتقل من ذكر كونه صديقا إلى ذكر كونه نبيا .


[1162]:السيوطي يرجع في هذا إلى نقل عن التوراة في سفر التكوين مشوه، وليس له سند في الإسلام.