نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ إِبۡرَٰهِيمَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صِدِّيقٗا نَّبِيًّا} (41)

ولما ذم الضالين في أمر المسيح ، وعلق تهديدهم بوصف دخل فيه مشركو العرب ، فأنذرهم بصريح تكذيبهم بالبعث ، وغيرهم بأنهم لسوء{[48222]} أعمالهم كالمكذبين به ، وختم ذلك بأنه الوارث وأن الرجوع إليه ، ودخل في ذلك الإرث بغلبة أنبيائه وأتباعهم على أكثر أهل الأرض برجوع أهل الأديان {[48223]}الباطلة إليهم{[48224]} حتى يعم ذلك جميع أهل الأرض في زمن عيسى عليه الصلاة والسلام{[48225]} ، وكان إبراهيم عليه السلام لكثرة أولاده من العرب والروم وأهل الكتابين وارثاً لأكثر{[48226]} الأرض ، وكان مثل زكريا في هبة الولد على كبر سنه وعقم زوجه ، أتبع ذلك قوله : { واذكر } {[48227]}أي يا محمد{[48228]} ! { في الكتاب } {[48229]}أي الذي أنزل عليك و{[48230]}تبلغه للناس وتعلمهم أن هذه{[48231]} القصة من القرآن { إبراهيم } أعظم آبائكم الذي نهى أباه عن الشرك يا من يكفرون تقليداً للآباء ! ثم علل تشريفه بذكره له على سبيل التأكيد المعنوي بالاعتراض بين البدل والمبدل منه ، واللفظي ب " إن " بقوله منبهاً على أن مخالفتهم له بالشرك والاستقسام بالأزلام ونحو ذلك تكذيب بأوصافه الحسنة{[48232]} : { إنه كان } أي جبلة وطبعاً{[48233]} { صديقاً } أي بليغ الصدق {[48234]}في نفسه في أقواله وأفعاله{[48235]} ، والتصديق بكل ما يأتيه مما{[48236]} هو أهل لأن يصدق لأنه{[48237]} مجبول{[48238]} على ذلك ولا يكون كذلك إلا وهو عامل به حق العمل فهو أبلغ من المخلص{[48239]} { نبياً * } أي يخبره الله بالأخبار العظيمة جداً التي يرتفع بها في الدارين{[48240]} وهو أعظم الأنبياء بعد محمد - على جميعهم أفضل الصلاة والسلام{[48241]} كما رواه الحافظ أبو البزار بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه {[48242]}وأكده وكذا أكد فيما بعده{[48243]} من الأنبياء عليهم السلام وإن كانوا مقرين بنبواتهم تنزيلاً لهم منزلة المنكر ، لجريهم في إنكارهم نبوة البشر على غير مقتضى علمهم .


[48222]:من ظ ومد، وفي الأصل: بسوء.
[48223]:من مد وفي الأصل: إلى أداناهم – كذا.
[48224]:من مد وفي الأصل : إلى أدانهم – كذا.
[48225]:العبارة من "وأن الرجوع" إلى هنا ساقطة من ظ
[48226]:من ظ ومد وفي الأصل: لأهل أكثر
[48227]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48228]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48229]:العبارة من هنا إلى "من القرآن" ساقطة من ظ.
[48230]:زيد من مد.
[48231]:زيد من مد.
[48232]:زيد من مد؛ وزيد في ظ: له بقوله – فقط.
[48233]:زيد من مد.
[48234]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48235]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48236]:زيد من ظ ومد.
[48237]:زيد من مد.
[48238]:من مد، وفي الأصل وظ: مجبولا.
[48239]:زيد من ظ ومد.
[48240]:زيد من مد.
[48241]:زيد من ظ ومد.
[48242]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[48243]:تقدم ما بين الرقمين في الأصل على "نبيا" والترتيب من مد. وسقط من ظ.