إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَتۡلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ أُوْلَـٰٓئِكَ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (121)

{ الَّذِينَ آتيناهم الكتاب } وهم مؤمنو أهلِ الكتاب كعبد اللَّه بن سلام وأضرابِه { يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ } بمراعاة لفظِه عن التحريف وبالتدبّر في معانيه والعمل بما فيه وهو حال مقدرةٌ والخبرُ ما بعده أو خبرٌ وما بعده مقرِّرٌ له { أولئك } إشارة إلى الموصوفين بإيتاء الكتاب وتلاوتِه كما هو حقُّه ، وما فيه من معنى البُعد للإيذان ببُعد منزلتِهم في الفضل { يُؤْمِنُونَ بِهِ } أي بكتابهم دون المحرِّفين فإنهم بمعزل من الإيمان به فإنه لا يجامِعُ الكفرَ ببعضٍ منه { وَمن يَكْفُرْ بِهِ } بالتحريف والكفرِ بما يصدِّقه { فَأُوْلَئِكَ هُمُ الخاسرون } حيث اشترَوُا الكفر بالإيمان .