بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَتۡلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ أُوْلَـٰٓئِكَ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (121)

قوله تعالى : { الذين آتيناهم الكتاب يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ } ، يعني مؤمني أهل الكتاب يصفونه في كتبهم حق صفته لمن سألهم . قال مجاهد : يتبعونه حق اتباعه . وقال قتادة : ذكر لنا أن ابن مسعود قال : والله إن حق تلاوته أن يحل حلاله ، ويحرم حرامه ، ويقرأ حق قراءته كما أنزل الله تعالى ، ولا يحرَّف عن مواضعه . ويقال : يقرؤونه حق قراءته . { أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } ، أي بمحمد صلى الله عليه وسلم ويصدقونه . { وَمن يَكْفُرْ بِهِ } ، أي بمحمد صلى الله عليه وسلم ويقال : بالقرآن ، { فَأُوْلَئِكَ هُمُ الخاسرون } ، وهو كعب بن الأشرف وأصحابه . ويقال : نزلت هذه الآية في مؤمني أهل الكتاب ، وهم اثنان وثلاثون رجلاً قدموا مع جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة ، وكانوا يتبعون القرآن حق اتباعه .