{ الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون ، يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين ، واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون } .
{ الذين آتيناهم الكتاب } هم اليهود والنصارى قاله قتادة وهم المسلمون ، والكتاب هو القرآن وقيل من أسلم من أهل الكتاب ، وقال ابن عباس : نزلت في أهل السفينة الذين قدموا مع جعفر ابن أبي طالب ، وكانوا أربعين رجلا وثمانية من رهبان الشام منهم بحيري الراهب والباقي من الحبشة وقيل هم المؤمنون عامة { يتلونه حق تلاوته } أي يقرؤونه كما أنزل لا يغيرونه ولا يحرفونه ولا يبدلون ما فيه من نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقيل المراد بالتلاوة أنهم يعملون بما فيه فيحللون حلاله ويحرمون حرامه ، فيكون من تلاه يتلوه إذا اتبعه أي يتبعونه حق اتباعه ، ومنه قوله تعالى { والقمر إذا تلاها } أي اتبعها قاله ابن عباس ، وقال عمر ابن الخطاب : يعني إذ مر بذكر الجنة يسأل الجنة وإذا مر بذكر النار تعوذ من النار ، وقال زيد ابن أسلم : يتكلمون به كما أنزل ولا يكتمونه ، عن قتادة قال : هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وعن الحسن قال : يعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه ، ويكلون ما أشكل عليهم إلى عالمه ، وقيل يتدبرونه حق تدبره ويتفكرون في معانيه وحقائقه وأسراره .
{ أولئك يؤمنون به } أي يصدقون به ، فإن كانت الآية في أهل الكتاب فالمعنى أن المؤمن بالتوراة الذي يتلوها حق تلاوتها هو المؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم لأن في التوراة نعته وصفته ، وإن كانت في المؤمنين عامة فالمعنى ظاهر { ومن يكفر به } أي يجحد ما فيه من فرائض الله ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم { فأولئك هم الخاسرون } أي خسروا أنفسهم حيث استبدلوا الكفر بالإيمان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.