فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَتۡلُونَهُۥ حَقَّ تِلَاوَتِهِۦٓ أُوْلَـٰٓئِكَ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (121)

وقوله : { الذين ءاتيناهم الكتاب } قيل : هم المسلمون ، والكتاب هو : القرآن ، وقيل من أسلم من أهل الكتاب .

والمراد بقوله : { يَتْلُونَهُ } أنهم يعملون بما فيه ، فيحلُّون حلاله ، ويحرّمون حرامه ، فيكون من تلاه يتلوه إذا اتبعه ، ومنه قوله تعالى : { والقمر إِذَا تلاها } [ الشمس : 2 ] أي : اتبعها ، كذا قيل ، ويحتمل أن يكون من التلاوة : أي : يقرأونه حق قراءته لا يحرّفونه ، ولا يبدّلونه . وقوله : { الذين ءاتيناهم الكتاب } مبتدأ وخبره { يَتْلُونَهُ } أو الخبر قوله : { أولئك } مع ما بعده .

/خ121