اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالُواْ مَن فَعَلَ هَٰذَا بِـَٔالِهَتِنَآ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (59)

قوله :{ مَن فَعَلَ هذا } يجوز في «مَنْ »{[28796]} أن تكون استفهامية وهو الظاهر ، فعلى هذا تكون الجملة من قوله : { إِنَّهُ لَمِنَ الظالمين } استئنافاً لا محل لها من الإعراب{[28797]} . ويجوز أن تكون موصولة بمعنى ( الَّذِي ) ، وعلى هذا فالجملة من «إنَّهُ » في محل رفع خبراً للموصول ، والتقدير : الذي فعل هذا بآلهتنا إنه{[28798]} . ومعنى الآية : من فعل هذا الكسر والحطم{[28799]} الشديد معدود في الظلمة إما لجرأته على الآلهة الحقيقة بالتوقير والإعظام ، وإما لأنهم رأوا إفراطاً في كسرها ، وتمادياً في الاستهانة بها{[28800]} .


[28796]:في ب: يجوز من في من. وهو تحريف.
[28797]:انظر التبيان 2/921، القرطبي 11/298، البحر المحيط 6/323.
[28798]:انظر التبيان 2/921، والقرطبي 11/298 وكون (من) استفهامية هو الأولى لقوله: "سمعنا فتى يذكرهم" وهذا هو جواب "من فعل هذا؟".
[28799]:في ب: الخطم. وهو تصحيف.
[28800]:انظر الفخر الرازي 22/183.