فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالُواْ مَن فَعَلَ هَٰذَا بِـَٔالِهَتِنَآ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (59)

{ قالوا } في الكلام حذف ؛ والتقدير فلما رجعوا من عيدهم ورأوا ما حدث بآلهتهم من التكسير قالوا : { من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين } الاستفهام للتوبيخ والتشنيع والإنكار ، وقيل { من } موصولة مبتدأ ، و { إنه لمن } الخ خبره ، أي فاعل هذا ظالم والأول أولى .

عن ابن مسعود قال : لما خرج قوم إبراهيم إلى عيدهم مروا عليه فقالوا يا إبراهيم ألا تخرج معنا ؟ قال إني سقيم ، وقد كان بالأمس قال : { تا الله لأكيدن أصنامكم } الآية ، فسمعه ناس منهم فلما خرجوا انطلق إلى أهله فأخذ طعاما ، ثم انطلق إلى آلهتهم فقربه إليهم فقال ألا تأكلون ؟ فكسرها إلا كبيرهم ؛ ثم ربط في يده الذي كسر به آلهتهم ، فلما رجع القوم من عيدهم دخلوا ، فإذا هم بآلهتهم قد كسرت ، وإذا كبيرهم في يده الذي كسر به الأصنام ، قالوا من فعل هذا بآلهتنا ؟ .