إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَاۚ وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ ٱلۡغَفُورُ} (2)

وقوله تعالى : { يَعْلَمُ مَا يَلْجُ فِي الأرض } الخ ، تفصيلٌ لبعض ما يحيط به علمُه من الأمور التي نِيطتْ بها مصالحهم الدُّنيويةُ والدِّينيةُ أي يعلم ما يدخل فيها من الغيثِ والكُنوزِ والدَّفائنِ والأموات ونحوها { وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا } كالحيوان والنبات وماء العيون ونحوها { وَمَا يَنزِلُ مِنَ السماء } كالملائكةِ والكتبِ والمقاديرِ ونحوِها . وقرئ وما نُنزِّل بالتَّشديدِ ونونِ العظمةِ { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا } كالملائكةِ وأعمالِ العبادِ والأبخرةِ والأَدْخنةِ { وَهُوَ الرحيم } للحامدينَ على ما ذُكر من نِعَمِه { الغفور } للمفرِّطين في ذلك بلُطفِه وكرمِه .