{ وَيَرَى الذين أُوتُواْ العلم } أي يعلم أولُو العلمِ من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ومَن شايعهم من عُلماءِ الأمَّةِ أو مَن آمنَ من علماء أهلِ الكتابِ كعبدِ اللَّهِ بنِ سَلاَم وكعبٍ وأضرابِهما رضي الله عنهم { الذي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبّكَ } أي القرآنَ { هُوَ الحق } بالنَّصبِ على أنَّه مفعول ثانٍ ليَرى ، والمفعولُ الأوَّلُ هو الموصول الثَّانِي . وهو ضميرُ الفصلِ . وقرئ بالرَّفعِ على الابتداءِ والخبرِ ، والجملةُ هو المفعولُ الثَّاني ليَرى . وقولُه تعالى : { وَيَرَى } الخ ، مستأنفٌ مسوقٌ للاستشهادِ بأولي العلم على الجَهَلةِ السَّاعينَ في الآياتِ . وقيل : منصوبٌ عطفاً على يجزيَ أي وليعلمَ أولو العلم عند مجيءِ السَّاعةِ مُعاينةً أنَّه الحقُّ حسبما علمُوه الآنَ بُرهاناً ويحتجُّوا به على المكذِّبين . وقد جُوِّز أنْ يُرادَ بأولي العلم مَن لم يؤمنْ من الأحبار أي ليعلمُوا يومئذٍ أنَّه هو الحقُّ فيزدادوا حسرةً وغمًّا { وَيَهْدِي } عطف على الحقَّ عطف الفعل على الاسم لأنَّه في تأويله كما في قوله تعالى : { صافات وَيَقْبِضْنَ } [ سورة الملك ، الآية19 ] أي وقابضاتٍ كأنَّه قيل : ويرى الذين أُوتوا العلم الذي أُنزل إليك الحقَّ وهادياً { إلى صِرَاطِ العزيز الحميد } الذي هو التَّوحيدُ والتَّدرعُ بلباس التَّقوى . وقيل : مستأنف وقيل : حالٌ من الذي أُنزل على إضمارِ مبتدأ أي وهو يهدي كما في قول من قال : [ المتقارب ]
فلما خشيت أظافيرهم *** نجوت وأرهنهم مالكاً{[669]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.