إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ عَلَيۡكُمۡ سُلۡطَٰنٗا مُّبِينًا} (144)

{ يَا أَيُّهَا الذين آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الكافرين أَوْلِيَاء مِن دُونِ المؤمنين } نُهوا عن موالاة الكفرةِ صريحاً وإن كان في بيان حالِ المنافقين زجرٌ عن ذلك مبالغةً في الزجر والتحذير { أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُوا للَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً } أي أتريدون بذلك أن تجعلوا لله عليكم حجةً بيّنةً على أنكم منافقون فإن موالاتَهم أوضحُ أدلةِ النفاقِ أو سلطاناً يُسلِّط عليكم عقابَه . وتوجيهُ الإنكارِ إلى الإرادة دون متعلَّقِها بأن يقال : أتجعلون الخ ، للمبالغة في إنكارِه وتهويلِ أمرِه ببيان أنه مما لا يصدُر عن العاقل إرادتُه فضلاً عن صدور نفسِه كما في قوله عز وجل : { أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْألُوا رَسُولَكُمْ } [ البقرة ، الآية 108 ] .