إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَٱعۡتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخۡلَصُواْ دِينَهُمۡ لِلَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَسَوۡفَ يُؤۡتِ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (146)

{ إلا الذين تابوا } أي عن النفاق وهو استثناء من المنافقين بل من ضميرهم في الخبر { وأصلحوا } ما أفسدوا من أحوالهم في حال النفاق { واعتصموا بالله } أى وثقوا به وتمسكوا بدينه { وأخلصوا دينهم } أي جعلوه خالصاً { لله } لا يبتغون بطاعتهم إلا وجهه { فأولئك } إشاة إلى الموصول باعتبار اتصافه بما في حيز الصلة وما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد المنزلة وعلوّ الطبقة { مع المؤمنين } أى المؤمنين المعهودين الذين لم يصدر عنهم نفاق أصلا منذ آمنوا وإلا فهم أيضاً مؤمنون أي معهم في الدرجات العالية من الجنة وقد بين ذلك قوله تعالى { وسوف يُؤت الله المؤمنين أجراً عظيماً } لا يقادر قدره فيساهمونهم فيه .