وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين } عن ابن عباس رضي الله عنه ( أنه ){[6718]} قال : ( نزلت في المنافقين الذين اتخذوا { الكافرين أولياء من دون المؤمنين } سماهم الله تعالى مؤمنين بإقرارهم بالإيمان علانية وتوليهم الكافرين سرا ) ويقال{[6719]} : سموا مؤمنين لما كانوا ينتسبون إلى المؤمنين /118- أ/ فسموا ذلك . وقيل : نزلت في المؤمنين : نهاهم أن يتخذوا المنافقين أولياء بإظهارهم الإيمان علانية ، وأمرهم أن يتخذوا المؤمنين أولياء .
ثم وجه{[6720]} النهي في الولاية واتخاذهم أولياء يكون من وجوه :
يحتمل النهي عن ولايتهم ولاية الدين : أي لا تثقوا بهم ، ولا تصدقوهم ، ولا تأمنوهم في الدين ، فإنهم يريدون أن يصرفوكم عن دينكم كقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم } ( آل عمران : 149 ) .
ويحتمل{[6721]} النهي( عن ولاية الأولياء ) {[6722]}في أمر الدنيا كقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا } الآية( آل عمران : 118 ) نهى المؤمنين عز وجل أن يجعلوا المنافقين موضع سرهم في أمر من أمور الحرب وغيره .
( ويحتمل النهي ){[6723]} في كل أمر ، أي لا تصادقوهم ، ولا تجالسوهم ، ولا تأمنوهم .
وقوله تعالى : { أتردون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا } قيل : عذرا مبينا ، وقيل : حجة بينة يحتج بها عليكم ، وقوله تعالى : { أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا } هو{[6724]} ، والله أعلمن الإرادة ، وهي صفة كل فاعل في الحقيقة . وحرف الاستفهام من الله إيجاب ، فكأنه قال : قد جعلتم لله في تعذيبكم حجة بينة يعقلها الكل ، أنى ذلك يكون ، وهو اتخاذ الكافرين أولياء دون المؤمنين حجة ظاهرة في لزوم المقت ؟
وجائز أن تكون الإضافة إلى الله توجع إلى أولياء الله نحو الأمر بنصر الله والقول بمخادعة الله . وكان ذلك منهم حجة بينة عليهم لأولياء الله أنهم لا يتخذون الشيطان ولي عبادة غير الله ، فاتخذوه{[6725]} ، ولا قوة إلا بالله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.