فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ عَلَيۡكُمۡ سُلۡطَٰنٗا مُّبِينًا} (144)

{ يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا } بعد ست آيات متتابعات في ذم المنافقين ووعيدهم ، نهى الله تعالى المؤمنين عن سلوك سبيلهم ، وأن يصنعوا مثل صنيعهم ، فيصاحبوا الكافرين ويناصحوهم ، ويركنوا إليهم ويوادوهم ، فتكون عليهم بتلك الموادة مؤاخذة ، ويعاقبهم الله عليها وله سبحانه في ذلك الحجة ؛ وجائز أن يكون النهي كالتوكيد لوعيد المنافقين ، وسماهم القرآن مؤمنين باعتبار ما يظهرونه ويدعونه من الإيمان ، ولعل مما يسوغ هذا أن الآيات من قبل ومن بعد فيهم نزلت ؛ يقول قتادة : إن لله سلطان على خلقه ، ولكنه يقول : عذرا مبينا .