إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِي ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِيرًا} (145)

{ إنَّ المُنَافِقِينَ فِي الدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ } وهو الطبقة التى في قعر جهنم ، وإنما كان كذلك لأنهم أخبث الكفرة حيث ضموا إلى الكفر الاستهزاء بالإسلام وأهله وخداعهم وأما قوله عليه السلام «ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم ، من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان » ونحوه فمن باب التشديد والتهديد والتغليظ مبالغة في الزجر ، وتسمية طبقاتها السبع دركات لكونها متداركة متتابعة بعضها تحت بعض ، وقرئ بفتح الراء وهو لغة كالسَّطْر والسطَر ويعضده أن جمعه أدراك { ولن تجد لهم نصيراً } يخلصهم منه والخطاب كما سبق .