الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ عَلَيۡكُمۡ سُلۡطَٰنٗا مُّبِينًا} (144)

قوله : ( يَأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ . . . ) الآية [ 144 ] .

المعنى : إن الله نهى المؤمنين أن يوالوا الكافرين ، فيجعلون على أنفسهم الحجة لله ، والسلطان : الحجة ، وهو يذكر ويؤنث وبالتذكير أتى القرآن .

فمن ذَكَّر ذهب إلى معنى صاحب السلطان ، أي صاحب الحجة ، وقيل ذهب إلى البرهان والاحتجاج .

ومن أنَّث فلتأنيث الحجة ، والعرب تقول : قضت به عليك السلطان أي الحجة( {[13894]} ) .


[13894]:- السلطان الحجة والبرهان، ولا يجمع، لأن مجراه مجرى المصدر، وكل سلطان في القرآن: حجة، ومن ذَكَّره ذهب به إلى معنى الرجل، ومن أنثه ذهب به إلى معنى الحجة. انظر: المفردات: 244، واللسان: سلطن 7/321.