{ وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ } منصوب بمضمر خوطب به النبيُّ عليه الصلاة والسلام وإيرادُ الفعلِ على البناء للمفعول مع استناده إليه تعالى كما يفصِحُ عنه ما وقع في سورة البقرة من قوله تعالى : { وَإِذْ قُلْنَا } [ البقرة ، الآية 34 و58 ] للجري على سنن الكبرياء والإيذان بالغِنى عن التصريح به لتعين الفاعلِ ، وتغييرُ النظمِ بالأمر بالذكر للتشديد في التوبيخ أي اذكر لهم وقت قولِه تعالى لأسلافهم : { اسكنوا هذه القرية } منصوب على المفعولية ، يقال : سكنت الدارَ وقيل : على الظرفية اتساعاً ، وهي بيتُ المقدس وقيل : أريحا وهي قريةُ الجبارين وكان فيها قومٌ من بقية عادٍ يقال لهم : العمالقةُ [ على ] رأسهم عوجُ بنُ عنقٍ وفي قوله تعالى : { اسكنوا } إيذانٌ بأن المأمورَ به في سورة البقرة هو الدخولُ على وجه السُّكنى والإقامة ، ولذلك اكتُفي به عن ذكر رغداً{[302]} في قوله تعالى : { وَكُلُواْ مِنْهَا } أي من مطاعمها وثمارِها على أن من بعيضيةٌ أو منها على أنها ابتدائية { حَيْثُ شِئْتُمْ } أي من نواحيها من غير أن يزاحمَكم فيها أحدٌ فإن الأكلَ المستمرَّ على هذا الوجه لا يكون إلا رغداً واسعاً ، وعطفُ كلوا على اسكُنوا بالواو لمقارنتها زماناً بخلاف الدخولِ فأنه مقدمٌ على الأكل ولذلك قيل هناك : فكلوا { وَقُولُواْ حِطَّةٌ } أي مسألتُنا أو أمرُك حِطةٌ لذنوبنا وهي فِعلة من الحَطّ كالجِلسة { وادخلوا الباب } أي بابَ القرية { سُجَّدًا } أي متطامنين مُخبتين{[303]} أو ساجدين شكراً على إخراجهم من التيه ، وتقديمُ الأمر بالدخول على الأمر بالقول المذكور في سورة البقرة غيرُ مُخلَ بهذا الترتيب لأن المأمورَ به هو الجمعُ بين الفعلين من غير اعتبارِ الترتيبِ بينهما ثم إن كان المرادُ بالقرية أريحاءَ فقد روي أنهم دخلوها حيث سار إليها موسى عليه السلام بمن بقي من بني إسرائيلَ أو بذراريهم على اختلاف الروايتين ففتحها كما مر في سورة المائدة ، وأما إن كان بيتَ المقدس فقد رُوي أنهم لم يدخُلوه في حياة موسى عليه السلام فقيل : المرادُ بالباب بابُ القُبة التي كانوا يصلّون إليها { نغْفِرْ لَكُمْ خطيآتكم } وقرىء خطاياكم كما في سورة البقرة ، وتُغفَرْ لكم خطيئاتُكم وخطاياكم وخطيئتُكم على البناء للمفعول { سَنَزِيدُ المحسنين } عِدةٌ بشيئين بالمغفرة وبالزيادة ، وطرحُ الواوا هاهنا لا يُخِل بذلك لأنه استئنافٌ مترتبٌ على تقدير سؤال نشأ من الإخبار بالغفران كأنه قيل : فماذا لهم بعد الغفرانِ ؟ فقيل : سنزيد وكذلك زيادةٌ منهم زيادةَ بيان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.