فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِذۡ قِيلَ لَهُمُ ٱسۡكُنُواْ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةَ وَكُلُواْ مِنۡهَا حَيۡثُ شِئۡتُمۡ وَقُولُواْ حِطَّةٞ وَٱدۡخُلُواْ ٱلۡبَابَ سُجَّدٗا نَّغۡفِرۡ لَكُمۡ خَطِيٓـَٰٔتِكُمۡۚ سَنَزِيدُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (161)

{ وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ } أي : واذكر وقت قيل لهم هذا القول وهو { اسكنوا هذه القرية } أي بيت المقدس أو أريحاء . وقيل غير ذلك مما تقدم بيانه { وَكُلُواْ مِنْهَا } أي من المأكولات الموجودة فيها { حَيْثُ شِئْتُمْ } أي : في أيّ مكان شئتم من أمكنتها ، لا مانع لكم من الأكل فيه { وَقُولُواْ حِطَّةٌ } قد تقدم تفسيرها في البقرة { وادخلوا الباب } أي : باب القرية المتقدمة حال كونكم { سُجَّدًا } أمروا بأن يجمعوا بين قولهم حطة وبين الدخول ساجدين . فلا يقال : كيف قدّم الأمر بالقول هنا على الدخول وأخّره في البقرة ؟ وقد تقدّم بيان معنى السجود الذي أمروا به { نَغْفر لَكُمْ خطيئاتكم } جواب الأمر ، وقرئ { خَطِيتِكُمْ } ثم وعدهم بقوله : { سَنَزِيدُ المحسنين } أي : سنزيدهم على المغفرة للخطايا بما يتفضل به عليهم من النعم . والجملة استئنافية جواب سؤال مقدّر كأنه قيل : فماذا لهم بعد المغفرة ؟

/خ166