الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَإِذۡ قِيلَ لَهُمُ ٱسۡكُنُواْ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةَ وَكُلُواْ مِنۡهَا حَيۡثُ شِئۡتُمۡ وَقُولُواْ حِطَّةٞ وَٱدۡخُلُواْ ٱلۡبَابَ سُجَّدٗا نَّغۡفِرۡ لَكُمۡ خَطِيٓـَٰٔتِكُمۡۚ سَنَزِيدُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (161)

قوله : { نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ } قد تقدَّم الخلاف في " يغفر " وأما " خطاياكم " فقرأها ابنُ عامر " خطيئتكم " بالتوحيد والرفع على ما لم يُسَمَّ فاعلُه ، والفرض أنه يقرأ " تُغْفَر " بالتاء من فوق . ونافع قرأ " خطيئاتكم " بجمعِ السَّلامة رفعاً على ما لم يُسَمَّ فاعلُه ؛ لأنه يقرأ " تُغْفَر " كقراءةِ ابن عامر ، وأبو عمرو قرأ : " خطاياكم " جمعَ تكسير ، ويَقرأ " نغفر " بنونِ العظمة ، والباقون : نَغْفر كأبي عمرو ، " خطيئاتكم " بجمع السَّلامة منصوباً بالكسرة على القاعدة . وفي سورة نوح قرأ أبو عمرو/ " خطاياهم " بالتكسير أيضاً ، والباقون بجمع التصحيح . وقرأ ابن هرمز " تُغْفَر " بتاء مضمومة مبنياً للمفعول كنافع ، " خطاياكم " كأبي عمرو . وعنه أيضاً : " يَغْفر " بياء الغيبة ، وعنه : " تَغْفِر " بفتح التاء من فوق ، على معنى أن الحِطَّة سببٌ للغفران فنسب الغفرانَ إليها .