{ واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد } أي خلفاءَ في الأرض أو خلَفاً لهم كما مر { وبوأكم في الأرض } أي جعل لكم مَباءةً ومنزلاً في أرض الحِجْر بين الحجازِ والشام { تتخذون من سهولها قصوراً } استئنافٌ مبينٌ لكيفية التبوِئةِ أي تبنون في سهولها قصوراً رفيعةً أو تبنون من سهولة الأرض بما تعملون منها من الرِهْص{[282]} واللِبن والآجُرّ { وتنحِتون الجبال } أي الصخورَ وقرئ تنحَتون بفتح الحاء وتنحاتون بإشباع الفتحة كما في قوله : [ الكامل ]
ينباعُ من ذِفْرَى أسيلٍ حرّةٍ *** [ مشدودةٍ مثل الفنيق المُقرمِ ]{[283]}
والنحتُ نجْرُ الشيءِ الصُّلب ، فانتصابُ الجبالِ على المفعولية وانتصابُ قوله تعالى : { بيوتاً } على أنها حالٌ مقدرةٌ منها كما تقول : خِطْتُ هذا الثوبَ قميصاً ، وقيل : انتصابُ الجبالِ على إسقاط الجار أي من الجبال وانتصابُ بيوتاً على المفعولية ، وقد جوّز أن يُضمَّن النحتُ معنى الاتخاذِ فانتصابُهما على المفعولية ، وقيل : كانوا يسكُنون السهولَ في الصيف والجبالَ في الشتاء { فاذكروا آلاء الله } التي أنعم بها عليكم مما ذكر أو جميعَ آلائِه التي هذه من جملتها { ولا تعثوا في الأرض مفسدين } فإن حقَّ آلائِه تعالى أن تُشكَرَ ولا تُهملَ ولا يُغْفلَ عنها فكيف بالكفر والعِثيِّ في الأرض بالفساد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.