إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِذۡ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلٗاۖ وَلَوۡ أَرَىٰكَهُمۡ كَثِيرٗا لَّفَشِلۡتُمۡ وَلَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (43)

{ إِذْ يُرِيكَهُمُ الله في مَنَامِكَ قَلِيلاً } منصوبٌ باذكُرْ أو بدلٌ آخرُ من ( يومَ الفرقان ) أو متعلقٌ بعليم أي يعلم المصالحَ إذ يقلّلهم في عينك في رؤياك وهو أن تخبِرَ به أصحابَكم فيكونَ تثبيتاً لهم وتشجيعاً على عدوهم { وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لفَشِلْتُمْ } أي لجبُنتم وهِبتم الإقدام { ولتنازعتم في الأمر } أي أمر القتال وتفرقتْ آراؤُكم في الثبات والقرار { ولكن الله سَلَّمَ } أي أنعم بالسلامة من الفشل والتنازعِ { إِنَّهُ عَلِيم بِذَاتِ الصدور } يعلم ما سيكون فيها من الجراءة والجُبن والصبر والجزَعِ ولذلك دبّر ما دبر .