وقوله تعالى : ( إِذْ يُرِيكَهُمْ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً ) اختلف فيه ؛ قال بعضهم : ( في منامك قليلا ) المنام نفسه ؛ كان الله يري رسوله المشركين في منامه قليلا ، فأخبر [ رسول ][ ساقطة من الأصل وم ] الله بذلك أصحابه بما رأى ، فقالوا : رؤيا النبي حق [ والقوم قليل ][ في الأصل : القوم قليل ، في م : القوم قليلا ] ليس كما بلغنا أنهم كثير . فلما التقوا ببدر قلل الله المشركين في أعين المؤمنين تصديقا لرؤيا رسول الله .
وقال الحسن : ( إِذْ يُرِيكَهُمْ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً ) أي في عينيك التي تنام بهما ، وهو في اليقظة ؛ لأنه ذكر أنه قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تنام عيني ، ولا ينام قلبي »[ البخاري3569 ] وإنما أراه إياهم قليلا في العين [ التي بها ينام ، وهما ][ في الأصل وم : الذي به ينام وهو ] عينا الوجه .
ويدل على ذلك ما روي عن ابن مسعود[ من م ، في الأصل : عباس ] رضي الله عنه ، [ أنه ][ ساقطة من الأصل و وم ] قال : لقد قللوا في أعيننا يوم بدر حتى قلت لصاحب لي : تراهم سبعين ؟ فقال : أراهم مئة حتى أخذنا رجلا منهم ، فسألناه ، فقال : كنا ألفا .
فإن كان التأويل هذا الثاني أنه أراهم ورسوله[ الواو ساقطة من الأصل وم ] قليلا في اليقظة بالذي [ يراه النائم ][ ساقطة من الأصل وم ] فهو ظاهر ، فإن أراه إياهم في المنام حقيقة فلقائل أن يقول : إن رؤيا الرسول وحي ، فكيف أراه إياهم قليلا ، وهم كثير ، خلاف ما هو في الحقيقة ؟ قيل : يحتمل أن يكون أراه بعضهم لا الكل ، فهو حقيقة ما أره إياهم . فلذلك قيل : والله أعلم ، جائز أن يكون أرى أصحابه إياهم قليلا ، وإن أضاف ذلك إلى رسول الله .
دليله ما ذكر في آخره حيث قال : ( وإذ يريكموهم إذ التقتيم )[ الأنفال : 44 ] وذلك كثير في القرآن أن يخاطب به رسوله ، والمراد غيره . ألا ترى أنه قال : ( إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف )[ الإسراء : 23 ] ومعلوم أن نزول هذه الآية بعد وفاة والديه ؟
وقوله تعالى : ( ولو أريناكهم كثيرا لفشلتم ) أي لجبنتم ، ولتنازعتم في الأمر ، أي [ اختلفتم في أمر ][ من م ، في الأصل أخلفتم ] القتال والحرب ، ( ولكن الله سلم ) قيل : ( سلم ) أتم[ في الأصل وم : وأتم ] للمسلمين أمرهم على عدوهم ، فهزمهم ، ونصرهم عليهم .
ويحتمل قوله تعالى : ( سلم ) أي أجاب للمسلمين لما استغاثوا ، واستنصروه ، بالنصر والظفر لهم .
[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( إنه عليم بذات الصدور ) أي عليم بما في قلوب المؤمنين من الجبن والفشل وأمر عدوهم ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.