جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِذۡ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلٗاۖ وَلَوۡ أَرَىٰكَهُمۡ كَثِيرٗا لَّفَشِلۡتُمۡ وَلَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ سَلَّمَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (43)

{ إذ يريكهم الله } بدل من ثان من يوم الفرقان ، أو مقدر باذكر { في منامك{[1861]} قليلا } لتخبر أصحابك فيكون تشجيعا لهم ، وهو ثالث مفاعيل يريكم { ولو أراكهم كثيرا لفشلتم } : لجبنتم { ولتنازعتم في الأمر } : اختلفت كلمتكم في أمر القتال { ولكن الله سلم } : أنعم بالسلامة من التنازع { إنه عليم بذات الصدور } ما كان وما سيكون من الجبن والتنازع .


[1861]:اعلم أن رؤيا الأنبياء حق ووحي، بمعنى أن رؤياهم معبر لا أضغاث أحلام كرؤيا نبينا - صلى الله عليه وسلم - في أمر القردة على منبره وغير ذلك فيجوز أن يراهم قليلا في العدد، وحكي على أصحابه من غير أن يعبر، وتعبيره ضعفهم فإن الضعف يترتب على القلة أكثري، فما أخطا في منامه، والله اعلم/12 وجيز.