إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَأَثَرۡنَ بِهِۦ نَقۡعٗا} (4)

وَقَولُه تعالَى : { فَأَثَرْنَ بِهِ } عطفٌ على الفعلِ الذي دلَّ عَلَيهِ اسمُ الفاعلِ ؛ إذِ المَعْنى : واللاتِي عدونَ فأورينَ فأغرنَ فأثرنَ بهِ ، أيْ فهيجنَ بذلكَ الوقتِ { نَقْعاً } أيْ غُباراً ، وتخصيصُ إثارتِه بالصُّبحِ ؛ لأنَّه لا يثورُ ، أو لا يظهرُ ثورانُه بالليلِ ، وبهذا ظهرَ أنَّ الإيراءَ الذي لا يظهرُ في النهارِ واقعٌ في الليلِ ، ولله درُّ شأنِ التنزيلِ . وَقيلَ : النقعُ الصياحُ والجَلَبةُ ، وقُرِئَ ( فأثَّرنَ ) بالتشديدِ ، بمَعْنى فأظهرنَ بهِ غُباراً ؛ لأنَّ التأثيرَ فيهِ مَعْنى الإظْهارِ .