إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِذَا زُلۡزِلَتِ ٱلۡأَرۡضُ زِلۡزَالَهَا} (1)

مقدمة السورة:

سورة الزلزلة مختلف فيها ، وآيها ثمان .

{ إِذَا زُلْزِلَتِ الأرض } أَيْ حُرِّكتْ تحريكاً عنيفاً مُتكرراً متداركاً { زِلْزَالَهَا } أي الزلزالُ المخصوصُ بَها عَلَى مُقْتضى المشيئةِ الإلهيةِ المبنيةِ على الحكمِ البالغةِ ، وهُو الزلزالُ الشديدُ الذي لا غايةَ وراءَهُ ، أو زلزالُها العجيبُ الذي لا يُقَادرُ قدرُهُ ، أو زلزالُها الداخلُ في حيزِ الإمكانِ . وقُرِئَ بفتحِ الزَّاي ، وهو اسمٌ ، وليسَ في الأبنيةِ فعلالٌ بالفتحِ إلا في المضاعفِ ، وقولُهم خَزْعَالٌ نادرٌ ، وقَدْ قيلَ : الزَّلزالُ بالفتحِ أيضاً ، مصدرٌ كالوَسواسِ والجرَجارِ والقَلقالِ ، وذلكَ عندَ النفخةِ الثانيةِ لقولِه عزَّ وجلَّ{ وَأَخْرَجَتِ الأرض أَثْقَالَهَا } .