الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{دَعۡوَىٰهُمۡ فِيهَا سُبۡحَٰنَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٞۚ وَءَاخِرُ دَعۡوَىٰهُمۡ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (10)

دَعْوَاهُمْ } قولهم وكلامهم { فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ } .

قال طلحة بن عبد الله سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبحان الله ، فقال : هو تنزيه الله من كل سوء ، وسأل ابن الكوّا علياً عن ذلك فقال : كلمة رضيها الله لنفسه .

قال المفسرون : [ هذه نعمة علم بين له وعين الخدام في ] الطعام فإذا اشتهوا شيئاً من الطعام والشراب قالوا : سبحانك اللهم . فيأتوهم في الوقت بما يشتهون على مائدة ، فإذا فرغوا من الطعام والشراب حمدوا الله على ما أعطاهم فذلك قوله تعالى : { وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ } قولهم { أَنِ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } وما يريد آخر كلام يتكلّمون به ولكن أراد ما قبله .

قال الحسن : بلغني بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين قرأ هذه الآية : " إن أهل الجنة يلهمون الحمد والتسبيح كما يلهمون النفس " وذلك قوله تعالى : { دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا } في الجنة { سَلاَمٌ } يحيّي بعضهم بعضاً بالسلام وتأتيهم الملائكة من عند ربهم بالسلام .

قال ابن كيسان : يفتحون كلامهم بالتوحيد ويختمون بالتحميد .

وقرأ العامة : { أَنِ الْحَمْدُ للَّهِ } بالتخفيف والرفع ، وقرأ بلال بن أبي بردة وابن محيصن أنّ مثقلا الحمد نصباً .