الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَٰنَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنۢبِهِۦٓ أَوۡ قَاعِدًا أَوۡ قَآئِمٗا فَلَمَّا كَشَفۡنَا عَنۡهُ ضُرَّهُۥ مَرَّ كَأَن لَّمۡ يَدۡعُنَآ إِلَىٰ ضُرّٖ مَّسَّهُۥۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡمُسۡرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (12)

وَإِذَا مَسَّ } أصاب { الإِنسَانَ الضُّرُّ } الشدة والجهد { دَعَانَا لِجَنبِهِ } على جنبه مضطجعاً { أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً } فإنما يريد جميع حالاته لأن الإنسان لا يعدو أحد هذه الخلال { فَلَمَّا كَشَفْنَا } رفعنا وفرجنا { عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ } أي استمر على طريقته الأولى ، قيل : أن يصيبه الضرّ ونسي ما كان فيه من الجهد والبلاء وترك الشكر والدعاء ، قال الأخفش : كأن لم يدعُنا وكأن لم يلبثوا وأمثالها ، كأن الثقيلة والشديدة كأنه لم يدعنا { كَذلِكَ } أي كما زيّن لهذا الإنسان الدعاء عند البلاء والإعراض عند الرخاء كذلك { زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ } الآية زين الجد في الكفر والمعصية { مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } من الكفر والمعصية والإسراف يكون في النفس ، وفي قراءة : ضيّع نفسه وجعلها عابد وثن وضيع ماله إذ جعله [ سائباً بلا خير ] ، ومعنى الكلام أسرفوا في عبادتهم وأسرفوا في نفقاتهم .