الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{۞وَلَوۡ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسۡتِعۡجَالَهُم بِٱلۡخَيۡرِ لَقُضِيَ إِلَيۡهِمۡ أَجَلُهُمۡۖ فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ} (11)

{ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ } فيه اختصار ومعناه : { وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ } الآية ذهابهم في الشرك استعجالهم بالإجابة في الخير { لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ } أي لفرض من هلاكهم ولماتوا جميعاً . قال مجاهد : هو قول الإنسان لولده وماله إذا غضب : [ اللهم أهلكه ، اللهم لا تبارك له فيه والعنه ] يتخذها الرجل على نفسه وولده وأهله وماله بما يكره أن يُستجاب له .

شهر بن حوشب . قرأت في بعض الكتب أن الله تعالى يقول للملكين الموكلين : لا تكتبا على عبدي في حال ضجره شيئاً .

وقرأ العامة : لقضي إليهم آجالهم برفع القاف واللام على خبر تسمية الفاعل ، وقرأ عوف وعيسى وابن عامر ويعقوب : بفتح القاف واللام ، وقرأ الأعمش : لقضينا ، وكذلك هو في مصحف عبد الله ، وقيل : أنها نزلت في النضر بن الحرث حين قال :

{ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَآءِ } [ الأنفال : 32 ] الآية يدل عليه قوله تعالى : { فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا } لا يخافون البعث والحساب ولا يأملون الثواب { فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ *