و { قَالُواْ } يعني اخوة يوسف ، { تَاللَّهِ } أي والله ، أصلها الواو قلبت تاء كما فعل القراء في التقوى والتكلان والتراب والتخمة ، وأصلها الواو ، والواو في هذه الحروف كلّها حرف من الأسماء ، وليست كذلك في تالله لأنّها إنّما هي واو القسم وإنّما جعلت بالكثرة ما جرى على ألسن العرب ، هم زعموا أنّ الواو من نفس الحرف فقلبوها تاء ، ووضعت في هذه الكلمة الواحدة دون غيرها من أسماء الله تعالى .
{ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ } فإن قيل : من أين علموا ذلك ؟ الجواب عنه : قال الكلبي قال : إن فتى يوسف وهو المؤذّن قال لهم : إنّ الملك ائتمنني بالصاع وأخاف عقوبة الملك ، فلي اليوم عنده مقولة حسنة ، فإن لم أجده تخوّفت أن تسقط منزلتي وأفتضح في مصر ، قالوا : لقد علمتم ما جئنا لنفس في الأرض إنا منذ قطعنا هذا الطريق لم ننزل عند أحد ولا أفسدنا شيئاً وسلوا عنا من مررنا به ، هل ضررنا أحداً ؟ أو هل أفسدنا شيئاً ؟ وإنّا قد رددنا الدراهم كما وجدنا في رحلنا ، فلو كنّا سارقين ما رددناها .
قال فتى يوسف : إنّه صواع الملك الأكبر الذي يكتال فيه ، وقال بعضهم : إنّما قالوا ذلك لأنّهم كانوا معروفين أنّهم لا يتناولون ما ليس لهم ، وقيل : إنّهم كانوا حين دخلوا مصر كمّوا أفواه دوابهم لكي لا تتناول من حروث الناس .
فإن قيل : كيف استجاز يوسف تسميتهم سارقين ؟
قيل : فيه جوابان : أحدهما أنّه أضمر في نفسه أنّهم سرقوه من أبيه ، والآخر أنّه من قول المنادي لا من أمر يوسف والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.