تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدۡ عَلِمۡتُم مَّا جِئۡنَا لِنُفۡسِدَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كُنَّا سَٰرِقِينَ} (73)

وقوله تعالى : ( قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ ) هذا يحتمل وجوها :

[ أحدها : ][ ساقطة من الأصل وم ] : أنهم قالوا : ذلك لأنكم رددتم إلينا الدراهم ، وجعلتم في أوعيتنا ، ثم رددنا مخافة أن نقرف بالسرقة والفساد . فيكف تقرفوننا بهذا ؟

والثاني : أنكم تعلمون أنا أبناء النبي ، والرسول والأنبياء لا يكون منهم السرقة والفساد في الأرض ، ومثل هذا لم يظهر في أهل بيتنا قط ، ولا قرفنا به ، فكيف قرفتمونا بهذا ؟

والثالث : أنكم تروننا صوامين قوامين . ومن هذا فعله فإنه لا يتهم بالسرقة .

والرابع[ في الأصل وم : أو ] : أن يكون قوله : ( قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ ) لما رأوهم دخلوا من أبواب متفرقة ولو كانوا سراقا لدخلوا مجموعين ، لأن عادة السراق الاجتماع لا التفرق .