الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِنَّمَا قَوۡلُنَا لِشَيۡءٍ إِذَآ أَرَدۡنَٰهُ أَن نَّقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ} (40)

{ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ } الآية ، يقول الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه : إنا إذا أردنا أن نبعث من يموت فلا تعب علينا ولا نصب في إحيائهم ولا في غير ذلك [ مما نخلق ونكّون ونُحْدث ] ، لأنا إذا أردنا خلق شيء وإنشاؤه { أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } .

وفي هذه الآية دليل على أنّ القرآن غير مخلوق ، فذكر أن الله عزّ وجلّ أخبر أنه إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون ، فلو كان قوله كن مخلوقاً لاحتاج إلى قول ثان ولا حتاج ذلك القول إلى قول ثالث إلى ما لا نهاية فلما بطل ذلك ثبت أن الله خلق الخلق بكلام غير مخلوق .