ثم قال تعالى : { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون } [ 40 ] .
معناه : إنما قولنا لشيء مراد ، قلنا له كن فيكون . وهذا إنما هو مخاطبة للعباد بما يعقلون ، وإلا فما أراده تعالى فهو كائن على كل حال ، على ما راده من الإسراع . لو أراد ، تعالى ذكره خلق الدنيا والسماوات والأرض وما بين ذلك في قدر لمح البصر ، لقدر على ذلك . ولكن خوطب العباد بما يعقلون فأعلمهم بسهولة خلق الأشياء عليه وأنه متى أراد الشيء كان . وإذا قال [ له{[38951]} ] كن [ ف{[38952]} ]كان ، أي : فيكون على حسب الإرادة وليس هذا الشيء المذكور موجودا قبل أن يقول له كن . وإنما المعنى : إذا أردنا الشيء قلنا من أجله كن أيها الشيء فيكون على قدر/الإرادة لأن المشركين أنكروا البعث فأخبرهم الله بقدرته على حدوث الأشياء . وهذا يدل على أن المعدوم يسمى شيئا ، لأنه قد سماه شيئا قبل حدوثه{[38953]} . ومثله { لم يكن شيئا مذكورا }{[38954]} فأما قوله : { وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا }{[38955]} فمعنا [ ه{[38956]} ] لم تك شيئا مذكورا ولا موجودا .
ومن إنكارهم البعث قوله : { وكانوا يصرون على الحنث{[38957]} العظيم }{[38958]} أي : كانوا يحلفون أنهم لا يبعثون . وتحقيق الآية أنه أعلمهم أنه إذا أراد أن يبعث من مات فلا تعب عليه في ذلك لأنه إنما يقول له كن : فيكون ما يريد بلا معاناة{[38959]} ولا كلفة .
ومن رفع " فيكون " {[38960]} . فعلى القطع ، أي : فهو يكون{[38961]} . نصبه{[38962]} . عطفه على " أن نقول{[38963]} " أي : أن يقول فيكون{[38964]} . ولا يجوز النصب على [ ال{[38965]} ] جواب ل " كن{[38966]} " لأنه خبر وليس بأمر{[38967]} .
تم الجزء التاسع والعشرون{[38968]}
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.