محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّمَا قَوۡلُنَا لِشَيۡءٍ إِذَآ أَرَدۡنَٰهُ أَن نَّقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ} (40)

[ 40 ] { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون 40 } .

ثم بين عظيم قدرته ، وأنه لا يعجزه شيء ما بقوله سبحانه : { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون } أي فيوجد على ما شاء تكوينه كقوله تعالى{[5275]} : { وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر } وقوله{[5276]} : { ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة } .

قال الزمخشري : { قولنا } مبتدأ و { أن نقول } خبره و { كن فيكون } من " كان " التامة التي بمعنى الحدوث والوجود . أي إذا أردنا وجود شيء فليس إلا أن نقول له : أحدث فهو يحدث عقيب ذلك ، لا يتوقف . وهذا مثل . لأن مرادا لا يمتنع عليه . وأن وجوده عند إرادته تعالى غير متوقف ، كوجود المأمور به عند أمر الآمر المطاع إذا ورد على المأمور المطيع الممتثل . ولا قول ثم . والمعنى : إن إيجاد كل مقدور على الله تعالى بهذه السهولة . فكيف يمتنع عليه البعث الذي هو في شق المقدورات . انتهى .

قال الشهاب : فسقط ما قيل : إن { كن } إن كان خطابا مع المعدوم فهو محال . وإن كان مع الموجود كان إيجادا للموجود . وفي الآية كلام لطيف مضى في سورة البقرة ، فارجع إليه .


[5275]:[54 / القمر / 50].
[5276]:[31 / لقمان / 28].