الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ أَكِنَّةً أَن يَفۡقَهُوهُ وَفِيٓ ءَاذَانِهِمۡ وَقۡرٗاۚ وَإِذَا ذَكَرۡتَ رَبَّكَ فِي ٱلۡقُرۡءَانِ وَحۡدَهُۥ وَلَّوۡاْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِمۡ نُفُورٗا} (46)

{ جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً } [ الكهف : 57 ] والآية التي في النحل

{ أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ . . . }

إلى قوله

{ هُمُ الْغَافِلُونَ } [ النحل : 108 ] . والآية التي في الجاثية

{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ . . . } [ الجاثية : 23 ] إلى قوله

{ غِشَاوَةً }

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأهن يستتر من المشركين .

قال كعب : فحدثت بهن رجلاً من أهل الشام فمكث فيهم ما شاء الله أن يمكث ثمّ قرأ بهنّ فخرج هارباً وخرجوا في طلبه حتّى كانوا يكونون على طريقه ولا يبصرونه .

قال الكلبي : حدثت به رجلاً بالري فأُسر بالديلم فمكث فيهم ماشاء الله أن يمكث ثمّ قرأهنّ وخرج هارباً وخرجوا في طلبه حتّى جعل ثيابهم لتلتمس ثيابه فما يبصرونه .

{ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ } يقول : وإذا قلت : لا إله إلاّ الله في القرآن وحده وأنت تتلوه { وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً } كارهين له معرضين عنها .

حدثنا أبو الجوزاء عن ابن عبّاس في قوله { وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً } قال : هم الشياطين والنفور جمع نافر مثل قاعد وقعود وجالس وجلوس ، وجائز أن يكون مصدراً أُخرج على غير لفظه إذا كان قوله { وَلَّوْاْ } بمعنى نفروا ، فيكون معناه [ نفوراً ] .