الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗا} (44)

{ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ } قرأ الحسن : وأبو عمرو ويعقوب وحمزة والكسائي وحفص : بالتاء ، غيرهم : يسبح بالياء وإختاره أبو عبيد [ . . . . . . . ] وهو التأنيث ومعنى التسبيح التنزيه والطاعة والالتزام بالربوبية وكونها دالة على وجوده وتوحيده .

{ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ } .

قال ابن عبّاس : وإن من شيء حي .

وقال الحسن والضحاك : يعني كل شيء فيه الروح .

قال قتادة : يعني الحيوانات والنباتات [ . . . . . . . . . . ] .

قال عكرمة : الشجرة تسبح والإسطوانة لا تسبح .

قال أبو الخطاب : كنا مع يزيد الرقاشي ومعه الحسن في فقدموا الخوان فقال يزيد الرقاشي يا أبا سعيد يسبح هذا الخوان ؟ فقال كان يسبح مرة وقال النبي صلى الله عليه وسلم " [ ما سبحت عصا إلا ترك ] التسبيح " .

وقال إبراهيم : الطعام يسبح .

وروى موسى بن عبيدة عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه ؟ إن نوحاً قال لابنه : يابني آمرك أن تقول : سبحان الله وبحمده فإنها صلاة الخلق وتسبيحهم [ وبها يرزق الخلق ] " " .

قال الله { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ } .

قال وهب : إن [ . . . . . . . . . . ] إلا وقد كان يسبح لله ثلثمائة سنة .

وروى عبد الله بن [ . . . . . . . . . . ] عن المقداد بن معد يكرب قال : إن التراب يسبح مالم يبتل فإذا ابتل ترك التسبيح ، وإن الجوزة لتسبح مالم ترفع من موضعها ، فإذا رفعت ترك التسبيح ، وإن الورق يسبح مادام على الشجرة ، فإذا سقط ترك التسبيح وإن الماء ليسبح مادام ماءاً فإذا [ تغير ] ترك التسبيح ، وإن الثوب يسبح مادام جديداً فإذا وسخ ترك التسبيح ، وإن الوحش إذا صاحت سبحت فإذا سكتت تركت التسبيح ، وإن الثوب [ الخلق ] لينادى في أول النهار : اللهُمَّ إغفر لمن [ . . . . . . ] .

وروى أبو عتبة عن ثابت البنائي عن أنس بن مالك قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ كفاً من حصى فسبحن في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى سمعنا التسبيح ، ثمّ صبّهن في يد أبي بكر حتّى سمعنا التسبيح ثمّ صبهن في عمر حتّى سمعنا التسبيح ، ثمّ صبّهن في يد عثمان حتّى سمعنا التسبيح ، ثم صبّهن في أيدينا فما سبحت في أيدينا .

وعن جعفر بن محمّد عن أبيه قال : " مرض النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه جبرئيل بطبق فيها رمان وعنب فتناول النبي صلى الله عليه وسلم فسبح ، ثمّ دخل الحسن والحسين فتناولا فسبح العنب والرمان ، ثمّ دخل عليّ فتناول منه فسبح أيضاً ، ثمّ دخل رجل من أصحابه فتناول فلم يسبح ، فقال جبرئيل : إنما يأكل هذا نبي أو وصي أو ولد نبي " .

{ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } يعني لا تعلمون تسبيح ماعدا من تسبيح بلغاتكم وألسنتكم { إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }