الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{يَوۡمَ نَحۡشُرُ ٱلۡمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحۡمَٰنِ وَفۡدٗا} (85)

{ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ } يعني الموحّدين { إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً } أي جماعات وهو جمع وافد مثل راكب وركب وصاحب وصحب .

أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا عبد الله بن محمد قال : حدَّثنا محمد بن يحيى قال : حدَّثنا . . . . . . . . . . . . . وهب بن جرير عن شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن رجل عن أبي هريرة { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً } قال : على الإبل ، وقال ابن عباس : ركباناً يؤتون بنوق عليها رحال الذهب ، وأزمّتها الزبرجد فيحملون عليها ، وقال علىّ بن أبي طالب : " ما يحشرون والله على أرجلهم ولكن على نوق رحالها ذهب ، ونجائب سرجها يواقيت ، إن همّوا بها سارت ، وإن همّوا بها طارت " .

أخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا أحمد بن شاذان عن صعوبة بن محمد ، حدَّثنا صالح ابن محمد عن إبراهيم بن عن صالح بن صدقة " أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الاية { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً } قال : قلت : يا رسول الله إني رأيت وفود الملوك فلم أرَ وفداً إلاّ ركبانا فما وفد الله ؟ قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم :يا علي إذا كان المنصرف من بين يدي الله تلقّت الملائكة المؤمنين بنوق بيض رحالها وأزّمتها الذهب ، على كلّ مركب حُلّة لا تساويها الدنيا ، فيلبس كلّ مؤمن حلّته ثم يستوون على مراكبهم فتهوى بهم النوق حتى تنتهي بهم إلى الجنة تتلقّاهم الملائكة { سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } [ الزمر : 73 ] " .

وقال الربيع : { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً } قال : يفدون إلى ربهم فيكرمون ويعطون ويحيون ويشفعون