الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ سَيَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وُدّٗا} (96)

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً } أي حبّاً يحبّهم ويحبّبهم إلى عباده المؤمنين من أهل السماوات والأرضين .

أخبرنا عبد الخالق بن علىّ بن عبد الخالق أبو القاسم العاصي أنبأ أبو علي محمد بن أحمد بن حمزه عن الحسن الصوّاف ببغداد ، قال أبو جعفر الحسن بن علي الفارسي ، عن إسحاق بن بشر الكوفي ، عن خالد بن يزيد عن يزيد الزيات ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن البراء عن عازب قال : " قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم لعلي بن أبي طالب : يا علي قل : اللهم اجعل لي عندك عهداً واجعل لي في صدور المؤمنين مودّة ، فأنزل الله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ } " الآية .

وأخبرنا عبد الله بن حامد ، أنبأ عبدوس بن الحسين ، نبّأ أبو حاتم بن أبي أويس ، حدَّثني مالك بن أنس عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم : أنّه قال : " إذا أحبّ الله العبد قال لجبرئيل : يا جبرئيل قد أحببت فلاناً فأحّبه ، فيحبّه جبرائيل ثمَّ ينادي في أهل السماء : إنّ الله عزّ وجلّ قد أحب فلاناً فأحبّوه ، فيحبّه أهل السماء ثم يضع له المحبّة في الأرض وإذا أبغض العبد ، قال مالك : لا أحسبه إلاّ قال فى البغض مثل ذلك " .

وأخبرنا عبد الله بن حامد عن محمد بن يعقوب عن يحيى بن أبي طالب عن عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة في قوله { سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً } قال : إي والله ودّ في قلوب أهل الإيمان ، وان هرم بن حيّان يقول : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله عز وجل إلا أقبل الله عزّ وجلّ بقلوب أهل الإيمان إليه حتّى يورثه مودّتهم ورحمتهم .