البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يَوۡمَ نَحۡشُرُ ٱلۡمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحۡمَٰنِ وَفۡدٗا} (85)

وفد يفد وفداً ووفوداً ووفادة : قدم على سبيل التكرمة .

وانتصب { يوم } باذكر أو احذر مضمرة أو على تقدير يكون ذلك جواباً لسؤال مقدر تقديره متى يكون ذلك أو سيكفرون بعبادتهم أو بيكونون عليهم ضداً أو معنى بعداً ، وتضمن العدّ والإحصاء معنى المجازاة ، أو { يوم نحشر } ونسوق نفعل بالفريقين ما لا يحيط به الوصف أو بلا يملكون ، وكلها مقول في نصب { يوم } والأوجه الأخير .

وعدى { نحشر } بإلى { الرحمن } تعظيماً لهم وتشريفاً .

وذكر صفة الرحمانية التي خصهم بها كرامة إذ لفظ الحشر فيه جمع من أماكن متفرقة وأقطار شاسعة على سبيل القهر ، فجاءت لفظة { الرحمن } مؤذنة بأنهم يحشرون إلى من يرحمهم ،