الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ يَلۡقَ أَثَامٗا} (68)

{ وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ } الآية .

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي قال : أخبرنا المؤمّل بن الحسن بن عيسى قال : حدّثنا الحسن بن محمد قال : حدّثنا حجاج عن أبي جريح قال : أخبرني يعلى يعني ابن مسلم عن سعيد بن جبير سمعه يحدّث عن ابن عباس أنّ ناساً من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا ، وزنوا فأكثروا ثم أتوا محمداً صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملناه كفارة فنزل { وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ } ونزل

{ يعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ } [ الزمر : 53 ] وقيل : نزلت في وحشي غلام ابن مطعم .

وأخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا محمد بن الحسين قال : حدّثنا أحمد بن يوسف السلمي قال : حدّثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر والثوري عن منصور والأعمش عن أبي وائل .

وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسن قال : حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان وعبد الله بن عبد الرحمن قالا : حدّثنا يوسف بن عبد الله بن ماهان قال : حدّثنا محمد بن كثير قال : حدّثنا سفيان بن الأعمش ومنصور وواصل الأحدب عن أبي وائل .

وأخبرنا عبد الله بن حامد الوزان قال : أخبرنا مكي بن عبدان قال : حدّثنا عبد الله بن هاشم قال : حدّثنا عبد الله بن نمير قال : أخبرنا الأعمش عن شقيق عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله بن مسعود قال : " قلت يا رسول الله أيّ الذنب أعظم ؟

قال : " أن تجعل لله ندّاً وهو خلقك " ، قلتُ : ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك ، قلت : ثم أيّ ؟ قال : إن ترى حليلة جارك ، فأنزل الله سبحانه تصديق ذلك { وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ } " .

قال مسافع : { وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ } الآية .

أخبرنا ابن فنجويه قال : حدثنا ابن حنش ، قال : أخبرنا ابن زنجويه قال : أخبرنا سلمة بن عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، قال : ذُكر لنا أنّ لقمان كان يقول : يا بُني إياك والزنا فإن أوله مخافة وآخره ندامة { وَمَن يَفْعَلْ ذلِكَ } الذي ذكرت { يَلْقَ أَثَاماً } قال ابن عباس : إثماً ، ومجازه : تلق جزاء الآثام .

وأخبرني ابن فنجويه ، قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن حفصويه ، قال : حدّثنا محمد بن موسى قال : حدّثنا زهير بن محمد ، قال : حدّثنا محمد بن زياد قال : حدّثنا الكلبي ، قال : حدّثنا شرقي القطامي ، قال : حدّثني لقمان بن عامر ، قال : حدّثني أبو أُمامة الباهلي صدي بن عجلان ، فقلت : حدّثني حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فدعا لي بطلاء ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لو أن صخرة زنة عشر عشروات قذف بها في شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفاً ، ثم ينتهي إلى غيّ وأثام ، قال : قلت : وما غيّ وأثام " ؟ قال : نيران يسيل فيها صديد أهل النار ، وهما اللتان قال اللّه سبحانه في كتابه { فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً } [ مريم : 59 ] و { يَلْقَ أَثَاماً } " .

وأخبرنا بو عمرو سعيد بن عبد اللّه بن إسماعيل الحيري قال : أخبرنا العباس بن محمد بن قوهباد قال : حدّثنا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن زرين السلمي . قال : أخبرنا حفص بن عبد الرحمن ، قال : حدّثنا سعيد عن قتادة ، عن أبي أيوب عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص أن أثاماً واد فى جهنم ، وهو قول مجاهد ، وقال أبو عبيد : الأثام : العقوبة .

قال الليثي :

جزى الله ابن عروة حيث أمسى *** عقوقاً والعقوق له اثاماً

أي عقوبة .