الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَٰذِرُونَ} (56)

{ وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ } قرأ النخعي والأسود بن يزيد وعبيد بن عمر وسائر قرّاء الكوفة وابن عامر والضحاك حاذرون بالألف وهي قراءة ابن مسعود وابن عباس واختيار أبي عبيد ، وقرأ الآخرون حذرون بغير ألف وهما لغتان .

وقال قوم : حاذرون : مؤدّون مقرّون ، شاكون في السلاح ، ذوو أرادة قوّة وكراع وحذرون : فَرِقون متيقظون ، وقال الفرّاء : كأن الحاذر الذي يحذرك ، والحذِر المخلوق حذر ألاّ يلقاه إلاّ حذراً ، والحذر اجتنابُ الشيء خوفاً منه .

وقرأ شميط بن عجلان : حادرون بالدال غير معجمة ، قال الفرّاء : يعني عظاماً من كثرة الأسلحة ، ومنه قيل للعين العظيمة : حدرة وللمتورّم : حادر . قال امرؤ القيس :

وعين لها حدرة بدرة *** وسقت مآقيها من أُخر