" وإنا لجميع حذرون " أي مجتمع مستعد أخذنا حذرنا وأسلحتنا . وقرئ : " حاذرون " ومعناه معنى " حَذِرون " أي فرقون خائفون . قال الجوهري : وقرئ " وإنا لجميع حاذرون " و " حذرون " و " حَذُرون " بضم الذال حكاه الأخفش ، ومعنى : " حاذرون " متأهبون ، ومعنى : " حذرون " خائفون . قال النحاس : " حذرون " قراءة المدنيين وأبي عمرو ، وقراءة أهل الكوفة : " حاذرون " وهي معروفة عن عبد الله بن مسعود وابن عباس ، و " حادرون " بالدال غير المعجمة قراءة أبي عباد وحكاها المهدوي عن ابن أبي عمار ، والماوردي والثعلبي عن سميط بن عجلان . قال النحاس : أبو عبيدة يذهب إلى أن معنى " حذرون " " وحاذرون " واحد . وهو قول سيبويه وأجاز : هو حذر زيدا ، كما يقال : حاذر زيدا ، وأنشد :
حَذِرٌ أموراً لا تضير وآمنٌ *** ما ليس مُنْجِيَهُ من الأقدارِ
وزعم أبو عمر الجرمي أنه يجوز هو حذر زيدا على حذف من . فأما أكثر النحويين فيفرقون بين حذر وحاذر ، منهم الكسائي والفراء ومحمد بن يزيد ، فيذهبون إلى أن معنى حذر في خلقته الحذر ، أي متيقظ متنبه ، فإذا كان هكذا لم يتعد ، ومعنى حاذر مستعد وبهذا جاء التفسير عن المتقدمين . قال عبد الله بن مسعود في قول الله عز وجل : " وإنا لجميع حاذرون " قال : مؤدون في السلاح والكراع مقوون ، فهذا ذاك بعينه . وقوله : مؤدون معهم أداة . وقد قيل : إن المعنى : معنا سلاح وليس معهم سلاح يحرضهم على القتال ، فأما " حادرون " بالدال المهملة فمشتق من قولهم عين حدرة أي ممتلئة ، أي نحن ممتلئون غيظا عليهم ؛ ومنه قول الشاعر{[12199]} :
وعين لها حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ *** شُقَّتْ مَآقِيهمَا من أُخَرْ
وحكى أهل اللغة أنه يقال : رجل حادر إذا كان ممتلئ اللحم ، فيجوز أن يكون المعنى الامتلاء من السلاح . المهدوي : الحادر القوي الشديد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.