تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَٰذِرُونَ} (56)

[ الآية 56 ] وقوله تعالى : { وإنا لجميع حذرون } وحذرون{[14660]} . قال بعضهم : من الحذر ، وقال بعضهم : { وإنا لجميع حذرون } أي مؤدون أي مقومون ، أي معنا أدوات{[14661]} أصحاب الحرب ، والمقوى الذي دابته قوية .

وقال بعضهم : { حذرون } أي مستعدون للحرب ، وقال بعضهم : حاذرون لما حدث لهم من الحزن ، والحذر للحال ، حذروا المعاودة ، أي حذروا أن يعودوا إليهم ، وحذرون أي كنا ، ولم{[14662]} نزل منهم على حذر .

وقال أبو معاذ : حاذرون مؤدون من الأداة أي تامو السلاح .

وفي خروج موسى ببني إسرائيل مع كثرتهم على ما ذكر أنهم كانوا ستمائة ألف فصاعدا من غير أن علم القبط بذلك آية عظيمة ؛ إذ لا يقدر نفر الخروج من محلة أو ناحية إلا ويعلم أهلها بخروجهم .

ففي ذلك كانت آية عظيمة حين{[14663]} خرجوا من بينهم من غير أن علم أحد منهم بذلك .


[14660]:- انظر معجم القراءات القرآنية ج4/313.
[14661]:- في الأصل وم: أداة.
[14662]:- الواو ساقطة من الأصل وم.
[14663]:- في الأصل وم: حيث.